يحدُث صداعُ انخفاض الضغط low-pressure headache عندما يجري سحب السَّائِل النخاعي في أثناء البزل النخاعي، أو عند تسرّب هذا السائل بسبب وجود كيسة أو تمزّق في إحدى طبقات النسج التي تغطي الحبل النخاعي (السحايا).إن نقص هذا السَّائِل، الذي يتدفق حول الدماغ ويعمل مثل وِسادة حوله، يقلل من الضغط حول الدماغ.
(انظر أيضًا لمحة عامّة عن الصداع).
أكثر ما يحدث صداع انخفاض الضغط بعدَ ما يلي:
البزل الشوكي (البزل القطني)
يحدُث صداع انخفاض الضغط عندَ زُهاء ثلث الأشخاص الذين أجروا البزل النخاعي، وذلك بعد ساعات إلى يوم أو يومين من إجراء البزل النخاعي عادةً.
عندَ إجراء البزل النخاعي، يقومُ الأطباءُ بإدخال إبرة بين فقرتين في أسفل الظهر، وسحب عَيِّنَة من السَّائِل النخاعي من القناة الشوكية.يُساعد السَّائِل النخاعي، الذي يتدفق عبر قناة بين طبقات النسج (السحايا) التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي، على حماية الدماغ ودعمه.بعدَ إجراء البزل النخاعي، يستمر السَّائِل النخاعي أحيانًا في التسرب للخارج من خلال الثقب الصغير الذي تُحدثه الإبرة المستخدمة في البزل؛وإذا تسرّب السَّائِل بسرعة أكبر من قدرة الجسم على تعويضه، فإن كمية السَّائِل حول الدماغ تنخفض، وقد يتدلى الدماغ إلى الأسفل، مما يؤدي إلى تمطيط الأوعية الدموية المحيطة والأنسجة الداعمة.ويؤدي هذا التمطيط إلى حدوث الصداع.
كيف يُجرَى البزل الشوكي
يجري السَّائِل النخاعي من خلال قناة (تُسمَّى الحيِّز تحت العنكبوتية) بين الطبقات الوسطى والداخلية للأنسجة (السَّحايا) التي تغطي الدماغ والحبل الشوكي.ولسحب عيِّنةٍ من هذا السَّائِل، يقوم الطبيبُ بإدخال إبرة صغيرة مجوّفة بين عظمتين (من الفقرات) في الجزء السفلي من العمود الفقري، ويكون الإدخال بين الفقرتين الثالثة والرابعة أو الرابعة والخامسة من الفقرات القطنيَّة عادة، أسفل نقطة نهاية الحبل الشوكي، وثم في الحَيِّزُ تَحتَ العَنكَبوتِيَّة - الحيز بين طبقات الأنسجة (السحايا) التي تغطي الحبل الشوكي (والدماغ).يستلقي الشخصُ على جانبه عادةً، مع ثني ركبتيه باتجاه صدره.تُوسِّع هذه الوضعيةُ المسافة بين الفقرات، بحيث يمكن للطبيب تجنُّب إصابة العظام عند إدخال الإبرة؛ ثم يُسمَح للسائل النخاعي بالتقاطر نحو أنبوب الاختبار، وتُرسَل العيِّنات إلى المختبر لفحصها. |
كما قد يحدُث صداعُ انخفاض الضغط أيضًا عندما تُؤدي مشاكل أخرى إلى تسرّب السَّائِل النخاعي:
انفصال كيسة في أو بالقرب من السحايا حيث يخرج أحد الأعصاب من الحبل الشوكي.تنفجر الكيساتُ أحيانًا عندما يسعل الشخصُ أو يعطس، لأن السعالَ والعطاسَ يؤديان إلى زيادة ضغط السَّائِل النخاعي بشكل مفاجئ.قد يتسرَّب السَّائِل النخاعي أحيانًا عندَ كبار السن من دون سببٍ واضح،
تتمزّق السحايا في أثناء الإصابات، خصوصًا عندما تكون في الرأس أو الوجه.
يكون صداع انخفاض الضغط شديدًا،ويحدُث عندَ الجلوس أو الوقوف، وقد يخفّ عند الاستلقاء؛كما يُعاني المرضى أيضًا من تيبّس وألم في العنق وغثيان، وقد يتقيَّأون.
تشخيص صداع انخفاض الضغط
تقييم الطبيب
الفحوصات التصويرية في بعض الأحيان
يضع الأطباءُ تشخيصَ صداع انخفاض الضغط استنادًا إلى الأعراض والحالة.
إذا خضع الأشخاص إلى البزل النخاعي، فإن التشخيص يكون واضحًا في العادة، ونادرًا ما تكون هناك حاجة لإجراء اختبارات؛
إذا لم يخضع الأشخاص للبزل القطني، فقد يستخدم الأطباءُ فحوصات تصويرية للدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).وقبلَ إجراء الفحص التصويري، يَجرِي حقن مادة ظليلة في الوريد، وعادةً في إحدى الذراعين أو اليَدين.وتستخدم المادة الظليلة للحصول على تفاصيل أكثر.
علاج صداع انخفاض الضغط
مسكّنات الألم
السَّوائل والكافيين
وضع لصاقة دموية فوق الجافية أحيانًا
إذا حدث الصُّدَاعُ بعد البزل النخاعي، يجري إعطاء الأشخاص مسكنات الألم،ويُساعد الاستلقاء قدرَ الإمكان على تخفيف الألم.يجري إعطاءُ المرضى السوائل والكافيين، ممّا يزيد من إنتاج السَّائِل النخاعي؛وتُعطى السوائل عن طريق الفم؛ وإذا كان لدى الأشخاص تجفاف شديد، تُعطى السوائل عن طريق الوريد.
إذا استمر الصُّدَاع بعد هذه المُعالجة، قد يقوم الأطباءُ بحقن كمية صغيرة من دم الشخص في الحيز بين العمود الفقري والسحايا في أسفل الظهر؛وهذا الإجراء، الذي يسمّى لصاقات الدم فوق الجافية، يؤدي إلى إبطاء تسرب السَّائِل النخاعي بغضّ النظر عن مكان التسرّب أو سببه.
ومن النادر أن تكونَ هناك حاجة إلى الجراحة لإصلاح التسرب.
