خلل التوتر العنقي

(الصعر التشنجي Spasmodic Torticollis)

حسبHector A. Gonzalez-Usigli, MD, HE UMAE Centro Médico Nacional de Occidente
تمت مراجعته رجب 1445

يتَّسِمُ خلل التوتر العنقي cervical dystonia بتقلصات لاإرادية (مستمرة بشكل مزمن)، أو بتشنجات دورية متقطعة في عضلات العنق، مما يؤدي إلى إلتفاف الرقبة بطرائق مختلفة.

  • يكون سبب خلل التوتر العنقي غير معروف عادةً،

  • يوضع الأطباء التَّشخيص استنادًا إلى الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري.

  • تُستخدَمُ حقن ذِيفَانِ الوَشيقِيَّة أولاً، ولكن إذا كانت غير فعالة، يمكن استخدام أدوية تؤخذ عن طريق الفم.

  • قد يُساعد العلاج الطبيعي على تخفيف بعض الأَعرَاض.

(انظر أيضًا لمحة عامة عن اضطرابات الحركة).

كما يمكن أن يحدُث خلل التوتر أيضًا في عضلات أخرى غير تلك الموجودة في العنق.

بالنسبة إلى خلل التوتر العنقي، يُؤدِّي تقلُّص عضلات الرقبة إلى انفتال العنق عن موضعه الطبيعي.يُعدُّ خلل التوتر العنقي النوع الأكثر شيوعًا من خلل التوتر.

قد تتحرك العنق في واحدةٍ أو أكثر من الطرائق التالية:

  • الاستدارة (يسمى الصعر torticollis)

  • الإمالة (يسمى الصعر الجانبي laterocollis)

  • الانحناء إلى الأمام (يُسمى الصعر الأمامي anterocollis)

  • الانحناء إلى الخلف (يُسمى الصَعَرُ الخَلفِيّ retrocollis)

يبدأ شكل واحد (يطلق عليه خلل التوتر العنقي البادِئُ فِي البالغين adult-onset cervical dystonia) في مرحلة البلوغ،وبما أنه يُسبب استدارة العنق، فيسمى أحيانًا الصعر التشنجي spasmodic torticollis (في اللاتينية، تشير البادئة "torti" إلى الانفتال، و "collis" إلى العنق).وهو النوعُ الأكثر شُيُوعًا لخلل التوتر العنقي.يكون السبب غير معروف عادةً، ولكن يحدث الصعر التشنجي عند بعض الأشخاص بسبب طفرة جينية،وقد تُفاقم الشدَّة والمشاكل الانفعالية من الصعر التشنجي.

يمكن أن يحدُث خلل التوتر العنقي:

  • عند الولادة

  • في وقتٍ لاحقٍ، وذلك بسبب اضطرابات عصبية مختلفة

  • نتيجة استخدام الأدوية التي تكبح الدوبامين (مثل هالوبيريدول وغيره من الأدوية المُضادَّة للذهان)

في حالاتٍ نادرةٍ، يرى الأطباء أن مشكلةً انفعالية قد تُسهِمُ في هذا الاضطراب.

أعراض خلل التوتر العنقي

قد تبدأ أعراض خلل التوتر العنقي في أي عمر ولكنها تبدأ عادةً بين سن 20 و 60 عاماً، وفي معظم الأحيان بين سن 30 و 50 عاماً.

تبدأ الأَعرَاض بشكلٍ تدريجيٍّ عادةً.وفي حالاتٍ نادرة، تبدأ بشكل مفاجئ وتتفاقم بسرعة.

وفي بعض الأحيان تبدأ الأَعرَاض بهز الرأس من جانب إلى آخر، كما لو أن الأشخاص يهزون الرأس كإشارة للرفض. قد تتقلص بعض عضلات العنق وتبقى متقلصة، أو قد تذهب التقلصات وتأتي (متقطعة)، وتُسبب التواء العنق.وقد تكون التقلصات مؤلمةً.قد يلتف الرأس إلى جانب واحد أو يكون مشدوداً إلى الأمام أو الخلف،وفي بعض الأحيان يكون أحد الكتفين مرتفعاً.

في أثناء النوم، تختفي التشنجات العضلية.

تتراوح الأَعرَاض بين الخفيفة إلى الشديدة،وعادةً تتفاقم التشنجات ببطء على مدى سنة إلى خمس سنوات ثم تصل إلى ذروتها،وعند نَحو 10 إلى 15% من الأشخاص، تختفي التشنجات من تلقاء نفسها أو تخف بدرجة كبيرة في غضون 5 سنوات من بدء الأَعرَاض.تكون التشنجات أكثر ميلاً للزوال عندما تكون خفيفةً وتبدأ في سن مبكرة،ولكن، قد تعود التشنجات مجددًا لدى هؤلاء الأشخاص.قد تستمر التشنجات طيلة الحياة وتحدُّ من الحركة وتُسبب التواءً دائمًا في الرأس والعنق، ويكون موضع الكتفين مشوهاً.

تشخيص خلل التوتر العنقي

  • تقييم الطبيب

يستند تشخيص خلل توتر العنق إلى الأَعرَاض والفحص العصبي.

علاج خلل التوتر العنقي

  • طرائق العلاج الطبيعيّ

  • حُقن ذِيفَان الوَشيقِيَّة botulinum toxin

  • في بعض الأحيان أدوية تؤخذ عن طريق الفم

يمكن لبعض التقنيات الفيزيائية (مثل العلاج الفيزيائي) أن تُخفف التشنجات بشكلٍ مؤقت أحيانًا.وقد يكون العلاج الطبيعي مفيداً من خلال تحسين المُرونة.كما قد يساعد المعالجون الأشخاص على التعرف إلى أية حركات تفاقم التشنجات وأية حركات تخفف منها.قد يكون الارتجاع البيولوجي (Biofeedback، باستخدام تقنيات الاسترخاء لضبط عمليات الجسم اللاواعية، مثل معدل ضربات القلب وتوتر العضلات) أو التدليك مفيدين لبعضِ الأشخاص.

قد يجد المرضى بعض الأساليب التي قد تُخفف التشنُجات لفترةٍ وجيزة،وهي تنطوي على ملامسة الذقن أو الخد أو الجانب العلوي من الوجه أو مؤخرة الرأس برفق،وعادةً ما تكون هذه الأساليب أكثر فاعلية إذا جرى تطبيقها على الجانب المقابل الذي تحدث فيه التشنجات.

عندما تُسهمُ مشكلة انفعالية في الإصابة، تُعطي المُعالجة أفضل النتائج عندما يُشرف عليها فريق من الأطباء ينطوي على طبيب نفسي واِختِصاصِي عِلم النَّفس واختصاصي الأمراض العصبية.

الأدوية

بالنسبة إلى نحو 70 % من أشخاص خلل التوتر العنقي، يُمكن أن تُقلِّلَ حُقن ذِيفَانِ الوَشيقِيَّة botulinum toxin في العضلات المصابة من التشنجات المؤلمة لمدة شهر إلى 4 أشهر، وتَسمح للرأس بالعودة إلى وضع طبيعي أكثر،ولكن للحصول على الراحة المستمرة، ينبغي تكرار الحقن كل 3 إلى 4 أشهر، وذلك لأنَّ الفائدة من ذيفان الوشيقيَّة تزول مع مرور الزمن.بالنسبة إلى عدد قليل من الأشخاص الذين يُعطَون حُقن الوشيقيَّة بشكلٍ مُتكررٍ، يُنتِجُ الجسمُ أجسامًا مُضادَّةً تُعطِّلُ الذيفانَ.إذا كانت العضلات المصابة دقيقةً أو عميقةً في الجسم، قد يستخدم الأطباء تَخطيط كَهرَبِيَّة العَضَل electromyography (تحفيز العضلات وتسجيل نشاطها الكهربائي) للتعرف إلى العضلات التي سيجري حقنها.

قد تكون أدوية مُعيَّنة تُعطى عن طريق الفم مفيدةً، ولكنها تضبط التشنجات عند حَوالى 25 إلى 33 ٪ من الأشخاص فقط.تنطوي هذه الأدوية على

  • الأدوية المُضادة للفعل الكوليني، مثل تريكسيفينيديل

  • البنزوديازيبين benzodiazepine (مُسَكّن)، خُصوصًا كلونازيبام clonazepam

  • الباكلوفين baclofen (مُرخي للعضلات)

  • الكاربامازيبين (أحد مضادَّات الاختلاج)

يمكن للأدوية المضادة للفعل الكوليني أن تقلل من التشنجات.ولكن قد تكون لههذ الأدوية تأثيرات جانبية أيضًا (مثل التخليط الذهني والنعاس وجفاف الفم وتغيُّم الرؤية والدوخة والإمساك وصعوبة التبول وفقدان السيطرة على المثانة).تكون هذه التأثيرات مزعجة، لاسيَّما عند البالغين الأكبر سنًا.ولذلك، فإن استعمالها قد يكون محدودًا.

يجري البدء باستعمال جميع هذه الأدوية بجرعات منخفضة.ينبغي زيادة الجرعات إلى أن تتم السيطرة على الألم أو تصبح الآثار الجانبية غير محتملة.يزداد احتمال التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية بشكل خاص عند البالغين الأكبر سنًا.

الجراحة

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من خلل التوتر العنقي، يُعدُّ دور الجراحة التي تشتمل على مناطق خارج الدماغ محط جدل.على سبيل المثال، في أحد هذه الإجراءات، يجري قطع أعصاب العضلات المصابة.ونتيجة لذلك، لا يعد بإمكان الأعصاب تحفيز العضلة على التقلص.ولكن، بعد هذا الإجراء، تصبح العضلات ضعيفة بشكلٍ دائم أو قد تصبح مشلولةً.وعندما يقوم بهذا الإجراء جراحُون مَهرة، تفوق المَنَافِع المُضَاعَفات المحتملة.

إذا كانت الأَعرَاض شديدةً وكانت جميع المُعالجَات المعتادة غير فعالة، يمكن أن يَجرِي تحفيز الدماغ العميق،وللقيام بهذا الإجراء، تُزرع أقطاب كهربائية صغيرة جدًّا في العقد القاعدية ((مجموعات من الخلايا العصبية التي تُساعد على بدء وتنظيم الحركات الإرادية للعضلات).تُرسِلُ الأقطاب الكهربائية كميات صغيرة من الكهرباء إلى المنطقة المحددة في العقد القاعدية التي تسبب خلل التوتر، وبالتالي تُساعد على تخفيف الأعراض.

quizzes_lightbulb_red
Test your KnowledgeTake a Quiz!
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID