تضيق الصمام الأبهري aortic valve stenosis هو تضيُّق الصمام الذي ينفتح للسماح بجريان الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر، ثم إلى الجسم.
يؤدي هذا العيبُ إلى جعل القلب يعمل بجدّ لضخ الدم إلى باقي الجسم.
عندما يكون تضيق الصِّمام خفيفًا، فإن معظم الأطفال لا يعانون من أي أعراض.
ولكن، عندما يكون تضيقُّ الصمام أكثر شدّة، قد تظهر عند الأطفال بشكلٍ تدريجي أعراض مثل الإرهاق، أو الألم الصدري، أو ضيق التنفس أو الإغماء في أثناء التمارين.
يُصبح الرضع الذين يعانون من تضيق الصمام الأبهر الشديد مرضى جدًا خلال الأسابيع الأولى من الحياة عادةً.
ويُشتبه في التشخيص عندما تلاحظ نفخة قلبية في أثناء فحص الطبيب، ويجري التأكيد من خلال تخطيط صدى القلب.
قد تكون هناك حاجة لإجراء عملية جراحية أو قثطرة لتثبيت الصمام.وقد تكون هناك حاجة إلى استبدال الصمامات الشاذة جدًّا.
(انظُر أيضًا لمحة عامة عن عيوب القلب. وبالنسبة لهذا الاضطراب عند البالغين، انظر تضيق الأبهر.)
لدفع الدم من خلال الصمام الأبهري الضيِّق، يجب على البطين الأيسر الضخ تحت ضغوط شديدة الارتفاع.وفي بعض الأحيان، لا يجري ضخ الدم الكافي لإمداد الجسم بالدم المؤكسج.وعند حديثي الولادة، قد يصبح البطين الأيسر مجهدًا فجأة بعد الولادة، وقد لا يضخ جيداً.يكون انسداد الصمام الأبهري مترقيًا في بعض الأحيان؛ وإذا أصبح شديدًا، فقد يؤدي إلى فشل القلب في ضخ الدم بشكل كافٍ في أي عمر.
السبب الأكثر شيوعًا لتضيق الصمام الأبهري هو الصمام الأبهري ثنائي الشرف.الصمام الأبهري هو الصمام الذي يفتح مع كل نبضة قلب للسماح بتدفق الدَّم من القلب إلى الجسم.يتكوَّن الصمام الأبهري الطبيعي من ثلاث شرفات أو وُريقات.عندما يكون الصمام ثنائي الشرفات، فيتكون من شُرَفتين فقط بدلًا من ثلاث.
أعراض تضيّق الصِّمام الأبهري عند الأطفال
يُصبح الرضع الذين يعانون من تضيق الصمام الأبهري الشديد مُتهيِّجين، ويعانون من التغذية السيئة أو من التعرق في أثناء تناولهم الطعام أو من صعوبة في التنفس أو من شحوب غير طبيعي أو تلوُّن الجلد باللون الرمادي أو من برودة اليدين والقدمين أو من انخفاض عدد الحفاضات الرطبة ومن تسرّع ضربات القلب.
لا يُعاني مُعظم الأطفال الأكبر سنًا المُصابين بتضيُّق الصمام الأبهري من أيَّة أعراض.ولكن، قد يؤدي ازدياد شدَّة التَّضيُّق إلى الشعور بالتعب أو ضيق في التنفس أو الخفقان (الشعور بتسرّع ضربات القلب) أو الإغماء أو ألم الصدر في أثناء الرياضة أو أي نشاط قوي آخر.
ويمكن أن يؤدي تضيق الصمام الأبهري الشديد عند المراهقين إلى الموت المفاجئ، وغالبًا في أثناء التمري، ربما بسبب نظم القلب الشاذ النَّاجم عن ضعف جريان الدَّم عبر الشرايين التاجية إلى القلب.
تشخيص تضيّق الصِّمام الأبهري عند الأطفال
تخطيط صدى القلب
يشتبه الطبيبُ في تضيُّق الصمام الأبهري بعد اكتشاف نفخة قلبية معينة، وفي بعض الأحيان عند سماع صوت نقرة عند الاستماع إلى القلب.النفخة القلبية هي صوت صادر عن جريان الدم المضطرب من خلال صمامات القلب المتضيقة أو المُسرِّبة أو من خلال بُنى القلب غير الطبيعية.
قد تكون النبضات في الذراعين والساقين أضعف من المعتاد.قد تظهر عند الرُّضَّع علامات الصدمة، بما في ذلك ضَعف النبضات الشديدة أو غيابها، وضعف الجريان الدَّموي إلى الجسم، مع برود اليدين والقدمين، وشحوب الجلد وميله إلى اللون الرمادي، وضيق التنفُّس، وتضخُّم الكبد.
يُظهر تخطيط صدى القلب الصمام الأبهري غير الطبيعي، ويمكن قياس "درجة تضيّق" الصمام.كما قد يوجد تسرُّبٌ في الصمام (حيث يجري منه بعض الدم ويعود من الأبهر إلى القلب).كما يُظهر تخطيط صدى القلب وجود سماكة، أو تمطُُّط، أو ضعف في البطين الأيسر بسبب الضغط الناتج عن ضخّ الدم عبر الصمام المتضيّق.
يمكن اللجوء إلى قَثطَرة القلب لتحديد شدة التضيّق.
علاج تضيّق الصِّمام الأبهري عند الأطفال
الجراحة لتوسيع أو استبدال الصمام
القثطرة القلبية مع رأب الصمام بالبالون (باستخدام البالون في نهاية القثطار لتوسيع الصمام المُتيبِّس)
في حالة الرضّع الذين يعانون من تضيّق الصمام الأبهري الشديد، قد يحتاج الأطباء إلى إعطاء أحد البروستاغلاندينات على الفور، والذي سيعيد فتح القناة الشريانية أو يبقيها مفتوحة، وهي وعاء دموي يربط الشريان الرئوي والشريان الأبهر (انظر أيضًا الدورة الدموية الطبيعية للجنين).في الحالة الطبيعية، تُغلق القناة الشريانية بعد الولادة مباشرة.يمكن للقناة المفتوحة بشكل واسع أن تُساعد بشكلٍ مؤقت على إمداد الجسم بالدم عندما تدخل كميَّة قليلة من الدَّم عبر الصمام الأبهري المتضيّق.يُعطى الدواء عن طريق الوريد.ينبغي إجراء عمل جراحي فوري أو رأب الصِمام بالبالون بعد وضع التشخيص مباشرةً.
بالنسبة للأطفال الذين يعانون من تضيُّق شديد أو من أعراض شديدة، يجب توسيع أو استبدال الصمام الأبهري.يمكن توسيعُ الصمام في أثناء قَثطَرة القلب عن طريق إجراء يدعى رَأب الصِّمام بالبالون أو عن طريق الجراحة.وبالنسبة إلى عملية رأب الصمام بالبالون، يجري تمرير أنبوب رفيع (قثطار) ذي بالون عند طرفه عبر وعاء دموي في الفخذ إلى الصمام المتضيّق.ويجري نفخ البالون واستخدامه لتوسيع الفتحة الضيقة للصمام.
يُستطب العمل الجراحي بدلًا من القثطرة عندما يكون الصمام صغيرًا بشكلٍ غير مألوف، أو عندما يكون متضيّقًا وقاصرًا معًا.كما تُجرى الجراحة إذا كان الطفل يعاني من مشاكل قلبية إضافية يجب معالجتها جِراحيًا.ومن المستحسن إصلاح الصمام إن أمكن.ولكن، إذا كان لا يمكن إصلاحُ الصمام، يمكن استبداله بصمام اصطناعي معدني، أو بصمام نسيجي، أو بالصمام الرئوي الجيد الخاصّ بالطفل (وهذا ما يسمى إجراء روس Ross procedure).
يجب على الأطفال الذين يستخدمون صمامًا اصطناعيًا معدنيًا استعمال دواء مضاد للتخثر، مثل الوارفارين، لمنع تشكل جلطات الدم.
يحتاج الأطفال الذين خضعوا لجراحة استبدال الصمام إلى استعمال المضادَّات الحيوية قبل زيارة طبيب الأسنان، وقبل إجراء بعض العمليات الجراحية (مثل جراحة الجهاز التنفسي).تستخدم هذه المضادَّات الحيوية لمنع حدُوث حالات عدوى قلبيَّة خطيرة، والتي تُدعى التِهابُ الشَّغاف.
للمزيد من المعلومات
يمكن للمصادر التالية باللغة الإنجليزية أن تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.
American Heart Association: Common Heart Defects: يقدم لمحة عامة للآباء ومقدمي الرعاية حول العيوب الخلقية الشائعة في القلب
American Heart Association: Infective Endocarditis: يقدم لمحة عامة للآباء ومقدمي الرعاية حول التهاب الشغاف العدوائي، بما في ذلك موجز لاستخدام المضادات الحيوية