لمحة عامة عن وظائف الغدد المجاورة للدرق

(انظر أيضًا لمحة عامة عن الغُدَّة الدرقية؛ وفرط كالسيوم الدم؛ ونقص كالسيوم الدم).

الغُدَّة الدرقية هي غدة صغيرة، يبلغ قياسها حَوالى 5 سم، تقع تحت الجلد تحت تفاحة آدم في الرقبة. تفرز الغدة الدرقية الهرمون الدرقي، الذين يتحكم بسرعة سير الوظائف الكيميائية في الجسم (الاستقلاب).سُميت الغدد المجاورة للدرق (الغدد الدريقية) بذلك لأنها تقع بالقرب من الغدة الدرقية.توجد أربع غدد مجاورة للدرق كل منها بحجم حبة البازلاء، تتوضَّع واحدة خلف كل زاوية من الغُدَّة الدرقية، ولكن موضعها الدقيق وحتى عددها الإجمالي يتغير بين شخص وآخر.

تُفرِزُ الغدد جارات الدرق الهرمون الدريقي (PTH)، الذي ينظم مستويات الكالسيوم في الدَّم والأنسجة من خلال تأثيره في العظام، والكلى، والأمعاء.يزيد الهرمون الدريقي من مستوى الكالسيوم في الدَّم عندما يكون مستوى الكالسيوم منخفضًا جدًّا (حالة تُسمى نقص كالسيوم الدَّم).قد ينخفض مستوى الكالسيوم نتيجة لأيٍّ مما يلي:

• يمكن لاضطراب الغدة المجاورة للدرق أن يسبب انخفاض مستوى الهرمون الدريقي (قصور الدريقات)

• تدني مستويات الكالسيوم في النظام الغذائي

• اضطراب في الكلى

• أدوية محددة

إذا لم يجرِ تصحيحها، فقد يتفاقم نقص كالسيوم الدَّم ليُسبِّب تشنجات عضلية، وتشوشًا ذهنيًا، واكتئابًا، وضعفًا في الذاكرة، ووخزًا في الشفتين والأصابع والقدمين.كما قد يحدث ألم وتيبُّس في العضلات.يمكن للنقص الشديد في مستويات الكالسيوم في الدم أن يؤدي إلى تشنجات عضلية، واختلاجات، واضطراب في النظم القلبي.

الغُدَد مجاورات الدرق (الغدد الدَّرَيقيَّة)

يمكن لخلايا الغدد مجاورات الدرق أن تستشعر انخفاض مستوى الكالسيوم في الدَّم ومن ثمَّ تحرر الهرمون الدريقي PTH في مجرى الدَّم.وفي غضون دقائق، يرفع الهرمون الدريقي من مستوى الكالسيوم في الدَّم عن طريق القيام بما يلي:

• تحرير الكالسيوم والفوسفات المخزن في العظام بسرعة (ارتشاف العظام)

• مساعدة الكلى على الحفاظ على الكالسيوم

• زيادة قدرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم من النظام الغذائي

يعزز الهرمون الدريقي (PTH) من إعادة امتصاص الكالسيوم من الدَّم الذي جرى تصفيته في الكلى (انظر أيضًا الكلى).كما يُقلل الهرمون الدريقي من كمية الفوسفات التي تعيد الكلى امتصاصها، مما يزيد من كمية الفوسفات المفقودة في البول.

كما يُحفِّز الهرمون الدريقي تحويل فيتامين D إلى الكالسيتريول وهو أكثر أشكاله نشاطًا.يساعد هذا التحويل أيضًا على رفع مستويات الكالسيوم في الدم لأن الكالسيتريول يزيد من كمية الكالسيوم التي تمتصها الأمعاء من النظام الغذائي.يساعد كل من الهرمون الدريقي وفيتامين D على نمو وإعادة تشكيل العظام (انظر أيضًا عوز الفيتامين D).

ولكن، يمكن للزيادة طويلة الأمد في مستوى الهرمون الدريقي أن تؤدي إلى حدوث الكثير من ارتشاف العظام.في أثناء عملية ارتشاف العظام، تقوم خلايا عظمية متخصصة تُمارس دورًا في نمو وشفاء العظام (الخلايا الكاسرة للعظم) بتفكيك الأنسجة في العظام وتحرير معادنها إلى الدم.ويؤدي ذلك إلى زيادة كمية الكالسيوم المنقولة من الأنسجة العظمية إلى الدَّم، والتي يمكن أن يؤدي حدوثها في النهاية إلى هشاشة العظام وغيرها من الأمراض المرتبطة بفقدان العظام.

عادةً ما يتحرَّى الأطباءُ عن مستوى الهرمون الدريقي في الدَّم عن طريق إجراء نوعٍ معيَّن من اختبارات الدَّم يُسمَّى المقايسة المناعية الإشعاعية.