تقييم فعالية الدواء وسلامته

حسبShalini S. Lynch, PharmD, University of California San Francisco School of Pharmacy
تمت المراجعة من قبلEva M. Vivian, PharmD, MS, PhD, University of Wisconsin School of Pharmacy
تمت مراجعته المعدل شوّال 1446
v715282_ar
موارد الموضوعات

تطوير الأدوية هو عملية اكتشاف أو ابتكار أدوية جديدة (تسمى أيضًا عقاقير) وإثبات فعاليتها وسلامتها.ما دام أنَّ جميعَ الأدوية يمكن أن تُسبِّب ضررًا، بالإضافة إلى الفائدة التي تقدِّمها، فإن السلامة نسبية.يُسمَّى الفرقُ بين الجرعة الفعالة المعتادة والجرعة التي تسبِّب آثارًا جانبية ًشديدةً أو مهددِّةً للحياة هامشَ السلامة margin of safety.يُفضَّل أن يكونَ هامش السلامة واسعًا؛ ولكن عندَ معالجة حالة خطيرة أو عند عدم وجود خيارات أخرى، ينبغي عندها القبول بهامش سلامة محدود غالبًا.

من الناحية المثالية، تكون الأدوية فعالة وآمنة إلى حد كبير.يمكن استخدام البنسلين كمثال على ذلك.حيث يكون البنسلين، حتى في الجرعات الكبيرة، غير سام تقريبًا، باستثناء الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاهه.على النقيض من ذلك، كانت الباربيتورات تُستخدم بشكل شائع في الماضي كمساعدات للنوم ولكنها نادرًا ما توصف الآن كدواء.عندما تستخدم الباربيتورات كدواء أو عقار غير مشروع، فقد تتداخل مع التنفس، وتخفض ضغط الدم بشكل خطير، وتسبب الوفاة إذا أخذت بكميات زائدة.تُوصَف الوسائل الأحدث المساعدة على النوم على نحو أكثر شيوعًا، مثل تيمازيبام وزولبيديم، لأنها تتمتع بهامش سلامة أوسع من الباربيتورات.

ولا يمكن الوصول دائمًا إلى تصنيع أدوية فعَّالة ذات هامش سلامة كبيرٍ والقليل من الآثار الجانبية.ونتيجة لذلك، يجب استعمالُ بعض الأدوية حتى وإن كان هامش سلامتها محدودًا جدًّا.على سبيل المثال، يُستخدم الوارفارين ("مميع الدم"، أو مضاد التخثر) لمنع تجلط الدم ولكنه قد يسبب نزفًا مفرطًا.يُستخدم عندما يكون خطر التجلط مرتفعًا جدًا بحيث ينبغي تحمل خطر النزف.يحتاج الأشخاص الذين يتناولون الوارفارين إلى مراقبة متكررة للتأكد من تعديل الجرعة للحفاظ على درجة مناسبة من منع التجلط دون زيادة خطر النزف بشكل غير ضروري.

وللمساعدة على ضمان سير خطة علاجهم على نحوٍ آمنٍ وفعالٍ قدر الإمكان، يجب الحرصُ على إخبار اختصاصيي الرعاية الصحية باستمرار عن تاريخهم الصحِّي والأدوية الحالية (بما فيها الأدوية التي لا تستلزم وصفة الطبيب) والمكمِّلات الغذائية (بما فيها الأعشاب الطبية)، وأية معلومات صحيةٍ أخرى متعلقة بذلك.وبالإضافة إلى ذلك، يجب ألَّا يترددَّ الشخص في سؤال الطبيب أو الممرضة أو الصيدلاني للاستفسار عن أهداف العلاج، وعن الآثار الجانبية والمشاكل الأخرى التي قد تحدث، وعن المدى الذي يمكنهم المشاركة فيه لتطبيق خطة العلاج.

للمَزيد من المَعلومات

في ما يلي بعض المصادر باللغة الإنجليزية والتي قد تكون مفيدة.يُرجى ملاحظة أن دليل MSD غير مسؤول عن محتوى هذه المصادر.

  1. مركز المعلومات والدراسات حول المشاركة في الأبحاث السريرية (CISCRP): منظمة غير ربحية تعمل على توعية وإعلام المرضى، والباحثين الطبيين، ووسائل الإعلام، وصناع السياسات بالأدوار التي يمارسونها جميعًا في الأبحاث السريرية

  2. ClinicalTrials.gov: قاعدة بيانات للدراسات السريرية الممولة من الجهات العامة والخاصة والتي تُجرى حول العالم

تصميمُ الأدوية وتطويرُها

جرى اكتشاف الكثير من الأدوية المستعملة حاليًا عن طريق الملاحظة الأولية لتأثير محتمل لمادة ما، ثم تبع ذلك تجارب أُجريت على الحيوانات والبشر.ولكن، يجري حاليًّا تصميم الكثير من الأدوية في المختبرات بشكل خاص.يجري تحديدُ التغيُّرات الكيميائية الحيوية والخلوية غير الطبيعية الناجمة عن المرض، ثم تُصمم المركَّبات التي قد تمنع حدوث هذه التغيُّرات أو تصحِّحها.عندَ اكتشاف مركب جديد واعِد، فإنَّه بنيته تخضع للكثير من التعديل بهدف تحسين فعاليته وسلامته.

وفي الحالة المثاليَّة، يكون الدواء:

  • ذا انتقائية دقيقة لموضع تأثيره: حيث يكون له تأثير بسيط أو معدوم في أعضاء الجسم الأخرى، ممَّا يعني أنَّ له آثارًا جانبيةً طفيفةً أو معدومة (انظر لمحة عامة عن التفاعلات الدوائية الضارة).

  • شديدَ القوَّة والفعاليَّة: حيث يمكن استعمالُ جرعات منخفضة، حتى بالنسبة للاضطرابات التي يصعب علاجُها.

  • فعَّالًا عند استعماله عن طريق الفم (يُمتص جيدًا من السبيل الهضمي): للاستعمال المألوف.

  • مستقرًّا أو ثابتًا بدرجة معقولة في أنسجة الجسم وسوائله: لذلك فمن الناحية المثالية، يكفي استعمالُ جرعة واحدة يوميًّا (قد يُفضَّل استعمال الأدوية الأقصر مفعولًا في معالجة الاضطرابات التي تحتاج إلى معالجة قصيرةٍ).

تُحدَّد الجرعات المعيارية أو الوسطية في أثناء تطوير الدواء.إلَّا أنَّ استجابةَ الأشخاص للأدوية تكون مختلفة؛حيث تؤثِّر عواملُ كثيرةٌ في الاستجابة للدواء (انظر الشيخوخة والأدوية)، والوزن، والتركيبة الوراثية ووجود اضطراباتٍ أخرى (انظر لمحة عامَّة عن الاستجابة للأدوية).يجب مراعاة هذه العوامل عندما يُحدد الواصفون الجرعة لشخصٍ معين.

مراحل تَطوير العقاقير والأدويَة

(انظر جدول من المختبر إلى خزانة الدَّواء للحصول على مُلخص لمراحل تطوير الدواء).

التطوير المُبكِّر

في المراحل المبكرة من التطوير، تتم دراسة دواء يبدو في البداية مفيدًا في علاج اضطراب معين على حيوانات المختبر.وتُستبعَد الكثير من الأدوية في هذه المرحلة لما تُظهِره من سُميَّة شديدة أو من عدم فعاليَّة.

إذا توصلَّت الدراساتُ إلى إمكانية الاستفادة من الدَّواء بعدَ التطوير المبكر، تبدأ إجراءات الموافقة لإجراء المزيد من الدراسات على البشر، ويُقدم طلب إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).ويمكن عندَ ذلك البدء بدراسة تأثير الدواء على البشر بعدَ موافقة هيئة الغذاء والدواء FDA على استعمال هذا الدواء (وتُدعى هذه المرحلة مرحلة الدراسات السريرية).

الدِّراساتُ السَّريريَّة

تجري هذه الدراساتُ على عدَّة مراحل، وينحصر تطبيقها على المتطوعين الذين أبدوا موافقتهم الكاملة على الخضوع لهذه التجارب.للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، هناك ثلاث مراحل من الدراسات السريرية المطلوبة:

  • تُقيِّم المرحلة 1 سلامة وسميَّة استعمال الدواء لدى البشر.تُعطى كمياتٌ مختلفة من الدَّواء لعددٍ قليل من البالغين الأصحاء بسن الشباب لتحديد الجرعة التي تظهر سميتها أولًا.

  • وتقيِّم المرحلة 2 تأثيرَ الدواء في اضطراب معيَّن، وتحدِّد الجرعة المناسبة لتدبيره.تُستَعمل كمياتٌ مختلفة من الدواء عند عددٍ من الأشخاص يصل إلى نَحو 100 شخصٍ مصابين باضطرابٍ معيَّن، لمعرفة مدى الفائدة من استعماله.

  • تختبر المرحلة 3 الدواءَ على مجموعة أكبر (غالبًا ما تكون بالمئات أو الآلاف) من المصابين بالاضطراب المستهدف.يُختار الأشخاصُ بحيث يكونوا مشابهين قدرَ الإمكان للأشخاص الذين يمكن أن يستعملوا الدواء فعلاً؛ثمَّ تُدرَس فعَّالية الدواء بعد ذلك، مع مراقبة ظهور أيّ آثار جانبية جديدة.وتقارِن اختباراتُ المرحلة الثالثة عادةً بين تأثير استعمال دواء جديد مع دواء مُستعمل حاليًّا أو مع دواء وهمي، أو مع كليهما.

الموافقة

إذا توصَّلت الدراساتُ إلى أن الدواء فعَّالٌ وآمن بدرجة كافية، فيُقدم طلب لاستعمال دواء جديد (NDA) إلى هيئة الغذاء والدواء FDA، التي تقرِّر ما إذا كان الدواء فعَّالًا وآمنًا إلى الدرجة التي تسمح بالموافقة على تسويقه.وتستغرق هذه الإجراءاتُ نحو عشرة أعوام عادةً.لا يتجاوز عددُ الأدوية التي يُسمح بتجربتها على البشر خمسة أدوية في المتوسط من أصل 4,000 دواء تُجرى دراستها في المختبرات عادةً. وينال دواءٌ واحدٌ تقريبًا من كلِّ خمسة أدوية جُرِّبت على البشر الموافقة على الاستعمال بعدَ اعتماده.

تختلف إجراءاتُ الحصول على الموافقة باختلاف البلدان، التي يمكن أن تكون مختلفة عن مثيلاتها في الولايات المتَّحدة.لا يعني مجرَّد حصول الدَّواء على موافقةٍ لاستعماله في أحد البلدان إمكانيَّة استعمالَه في بلدٍ آخر.

المرحلة 4 (ما بعد التَّسويق)

بعدَ حصول الدواء الجديد على موافقة الاستعمال، تُجرى في بعض الأحيان المرحلة الرابعة من الدراسات، وينبغي على الشركة المصنعة مراقبة استعماله والإبلاغ الفوري عندَ ظهور أي أثرٍ جانبيٍّ إضافيٍّ لم يُكتشَف من قِبل هيئة الغذاء والدواء.تُعدُّ هذه المراقبة مهمة لأن الآثار الجانبية المهمة نادرة الحدوث (ربما مرة واحدة لكل 10,000 شخص) لا يمكن اكتشافها إلا عندما يستخدم عدد كبير من الأشخاص هذا الدواء، أي بعد طرحه في السوق.

وقد تسحب هيئةُ الغذاء والدواء الموافقةَ عند ظهور دليلٍ جديدٍ على أن الدواء قد يسبِّب آثارًا جانبيةً شديدة.فعلى سبيل المثال، جَرَى سحب فينفلورامين fenfluramine، وهو من مستحضرات الأنظمة الغذائية، من السوق نظرًا لتسبُّبه بحدوث اضطرابات خطيرة في القلب عندَ بعض الأشخاص الذين استعملوه.

الجدول
الجدول

الأدوية الوهميَّة

الأدوية الوهميَّة هي موادّ تُصنَع بحيث تشبه الأدوية، دون أن تحتوي على المادة الدوائية الفعَّالة.

تُصنع الأدوية الوهميَّة بحيث تبدو مشابهة تمامًا للأَدوِيَة الحقيقية، إلَّا أنَّها تكون محتوية على مادة غير فعَّالة، كالنشاء أو السكَّر.

يشعر بعضُ الأشخاص الذين يستعملون الأدوية الوهميَّة بالتحسُّن، رغم عدم وجود مواد دوائيَّة فعَّالة.وتظهر عندَ البعض الآخر "الآثار الجانبية". وتسمَّى هذه الظاهرة بتأثير الدواء الوهمي placebo effect، والذي يبدو أنه يحدث لسببين:السببُ الأول هو التغيُّر العَرَضي coincidental change؛حيث تظهر الكثير من الحالات الصحيَّة والأَعرَاض وتزول من دون علاج، لذلك فإنَّ شعورَ الشخص الذي يستعمل الدواء الوهمي بالتحسُّن أو بتفاقم الحالة قد يكون عَرَضيًّا.وعندَ حدوث هذا التغيُّر، فإنَّ الفضلَ أو اللوم على النتيجة قد يعود بشكلٍ غير صحيح إلى الدواء الوهمي .أمَّا السببُ الثاني فهو التوقُّع anticipation (الذي يُسمَّى قابلية الإيحاء أحيانًا).إنَّ توقُّعَ قيام الدواء بعمله غالبًا ما يجعل الأشخاص يشعرون بالتحسُّن فعلاً.

ويكون التأثيرُ الرئيسي للدواء الوهمي في الأَعرَاض بدلًا من المرض الفعلي.فمثلًا، لا يؤدي استعمال الدواء الوهمي إلى تسريع شفاء العظم المكسور، ولكنه قد يجعل الألم يبدو أقلَّ شدَّة.لا يستجيب كل الأشخاص للعلاج الوهمي، وليس من الممكن التنبؤ بمن سيستجيب له.

عندما يَجرِي تطوير دواء جديد، يقوم الباحثون المشرفون على الدراسات بالمقارنة بين تأثير الدواء الحقيقي وتأثير الدواء الوهمي، وذلك لأنَّ أيَّ دواء قد يكون له تأثيرٌ الدواء الوهمي.ولذلك، يجب أن يكونَ التأثير الحقيقي مُميَّزًا عن تأثير الدواء الوهمي.وفي العادة، يُعطى نصف المشاركين في الدراسات الدواء الحقيقي، بينما يُعطى النصفُ الآخر دواءً وهميًا يطابق الدواءَ الحقيقي في المظهر عادةً.وفي الواقع، لا يعرف المشاركون ولا الباحثون أيُّ المجموعتين استعملت الدواء الحقيقي أو الدواء الوهمي (هذا النوع من الدراسة يسمى الدراسة مزدوجة التعمية).

وعندَ اكتمال الدراسة، تُقارن جميع التغيُّرات المُلاحظة عند المشاركين الذين استعملوا الدواء الفعَّال مع التغيُّرات الملاحظة عند المشاركين الذين استعملوا الدواءَ الوهمي.ينبغي أن يكون تأثيرالدواء الحقيقي أفضلَ بكثير من تأثير الدواء الوهمي لإجازة استعماله.يُلاحظ في بعض الدراسات حدوثُ تحسُّن عند نَحو 50٪ من المشاركين الذين استعملوا الدواءَ الوهمي (مثال على تأثير الدواء الوهمي)، ممَّا يجعل من الصعب إظهار فعَّالية الدواء التي يجري اختباره.

منافعُ الأدوية ومخاطرُها

يمكن لكل دواء أن يتسبب بالضرر (التأثير الضائر للدَّواء) بالإضافة إلى التسبب بالفائدة والنفع.ولذلك، عندما يفكِّر الأطباءُ بوصف دواء ما، عليهم مقارنة الأضرار المحتملة مع الفوائد المتوقَّعة.ولا يوجد مبَرِّرٌ لوصف دواء ما لم تكن فوائدُه المتوقعة أكبر من الأضرار المحتملة.كما ينبغي على الأطباء مراعاة النتيجة المحتملة لإيقاف استعمال الدواء.لا يمكن تحديدُ الفوائد والضرار المحتملة بشكلٍ دقيقٍ رياضيًّا.

عندَ تقييم فوائد وصف أحد الأدوية ومخاطره، يجب أن يُراعي الأطبَّاء شدَّة الاضطراب المُعالَج وتأثيره في نوعية حياة الشخص.بالنسبة للاضطرابات البسيطة نسبيًّا—مثل حالات السُّعال ونزلات البرد والتشنُّجات العضليَّة أو الصداع النادر الحدوث—لا تقبل إلاَّ المخاطر الطَّفيفة فقط كتأثيراتٍ جانبية للدواء.ولتدبير مثل هذه الحالات، تكون الأدوية التي تُعطَى من غير وصفة طبِّية فعَّالةً وجيدة التحمُّل عادةً.

تتمتَّع الأدويةُ التي تُعطَى من غير وصفة طبِّية، والمُستعملة في معالجة الاضطرابات الخفيفة، بهامش أمان كبير (الفرق بين الجرعة الفعَّالة المعتادة والجرعة التي تؤدِّي إلى ظهور تفاعلات ضائرة شديدة) عندَ استعمالها وفقًا للإرشادات.

وخلافًا لذلك، فعند تدبير الاضطرابات الخطيرة أو المُهدِّدة للحياة (مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية أو السرطان أو رفض زرع الأعضاء)، يكون وجود خطر أكبر لظهور تأثيرات جانبيَّة دوائيَّة شديدة مقبولًا أكثر عادةً.

يمكن أن تتفاوت وجهات نظر الأشخاص حول نوعيَّة الحياة والمخاطر التي هم على استعداد لتحمّلها؛فعلى سَبيل المثال، يكون بعضُ الأشخاص أكثرَ استعدادًا من الآخرين لقبول التأثيرات الضَّارَّة لمُعالجة كيميائيَّة مُعيَّنة للسرطان، في مقابل فرصة طفيفة لإطالة الحياة.

كما يختلف المرضى حول مدى احتمال الخطر الذي يرغبون في قبوله؛فعلى سَبيل المثال، قد يكون احتمال 1 من 50 لحدوث نزفٍ خطيرٍ نتيجة استعمال أحد الأدوية غيرَ مقبولٍ عندَ بعض الأشخاص، ولكنَّه يبدو معقولًا عند بعضهم الآخر.

quizzes_lightbulb_red
Test your Knowledge
iOS ANDROID
iOS ANDROID
iOS ANDROID