■العلاج بالأكسجين■ هو علاج يوصل كمية إضافية من الأكسجين إلى الرئتين عندما يكون مستواه في الدم منخفضًا جدًا.
الأكسجين هو غاز يُشكِّل حوالى 21٪ من الهواء الذي نتنفّسه.تقوم الرئتان بأخذ الأكسجين من الهواء ونقلهما إلى مجرى الدم (انظر تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون).هناك حاجةٌ إلى الأكسجين لحرق الوقود وتحرير الطاقة، كما هي الحال في محرّك السيارة.وبالمثل، تحتاج جميعُ الأنسجة الحيّة إلى الأكسجين لتوفير الطاقة للجسم؛فمن دُون وجود كمية كافية من الأكسجين، تؤدي الخلايا وظائفها بشكلٍ ضعيف، وتموت في نهاية المطاف.
تقلّل العديدُ من الأمراض، وخاصة أمراض الرئة، من كمية الأكسجين في مجرى الدم.وفي مثل هذه الحالات، قد يستفيد الأشخاصُ من إعطائهم كمية إضافية من الأكسجين.اعتاد الأطباء على إعطاء المزيد من الأكسجين للكثير من الأشخاص.ولكن، فقد أظهرت الأدلّة أنّ الأكسجين غير مفيد ما لم يكن مستوى الأكسجين عندَ الشخص منخفضًا بالفعل.يمكن أن يؤدّي استنشاقُ الكثير من الأكسجين إلى ضرر في الرئتين بعد فترة من الزمن.
ولضمان إعطاء الأكسجين فقط للأشخاص الذين يحتاجونه، يقوم الأطباء بفحص مستوى الأكسجين في مجرى الدَّم لديهم باستخدام اختبار للدَّم أو جهاز استشعار الإصبع (قياس التأكسج النبضي).بمجرّد تحديد مستوى الأكسجين، قد يجري استخدامُ مقياس التأكسج لضبط إعدادات تدفّق الأكسجين (مقدار ما يأخذ الشخصُ من الأكسجين في الدقيقة) مع مرور الزمن؛
متى يُستخدَم الأكسجين
يحتاج بعضُ الأشخاص الذين يُعانون من الداء الرئوي المزمن إلى فترة قصيرة فقط من العلاج بالأكسجين في أثناء النوبة الحادّة (التفاقم) لمرضهم الرئوي؛(انظر أيضًا إعادة التأهيل الرئوي).وقد يحتاجُ أخرون، من الذين تكون لديهم مستوياتُ الأُكسِجين في الدم منخفضة باستمرار (مثل بعض المعصابين بالداء الرئوي الانسدادي المزمن)، إلى العلاج به طوالَ الوقت،
في الأشخاص الذين يعانون من انخفاض شديد في مستويات الأكسجين، يزيد العلاج به على المدى الطويل من البقاء على قيد الحياة.وكلما جرى استخدام الأكسجين لساعات أكثر في اليوم، كانت النتيجة أفضل.يعيش الأشخاصُ لفترة أطول عند استخدام الأكسجين لمدة 12 ساعة بالمقارنة مع عدم استخدامه؛كما تتحسَّن فُرصُ البقاء على قيد الحياة أيضًا عندما يُستخدَم الأكسجين بشكلٍ مستمر (24 ساعة في اليوم).ولكن، عندَ الأشخاص الذين يعانون من مستويات متوسِّطة أو منخفضة بشكلٍ قليلٍ من الأكسجين بسبب أمراض الرئة المزمنة، فإنَّ استعمالَ الأكسجين على المدى الطويل لا يقلّل من خطر الوفاة.وبصرف النظر عن التأثيرات في معدَّل الوفيات، يقلّل استخدامُ الأكسجين على المدى الطويل من ضيق النفس، ويقلّل من الجهد الذي يسبّبه مرض الرئة على القلب.ويميلُ كلٌّ من جودة النوم والقدرة على ممارسة التمارين إلى التحسُّن.
بعض الأشخاص المُصابين بداء الرئة المزمن تقلّ لديهم مستويات الأكسجين عندما يجهدون أنفسَهم جسديًا فقط،ويمكن الحدّ من استخدام الأكسجين لدى هؤلاء الأشخاص وقصرها على الفترات التي يجري فيها بذل الجهد.تكون مستوياتُ الأكسجين منخفضة بالنسبة إلى الأشخاص الآخرين عند النوم فقط،ولذلك يمكن لهؤلاء الأشخاص الحدّ من استخدامه في أثناء الليل.
أنظمة إعطاء الأكسجين
يتوفّر الأكسجين للاستخدام المنزلي على المدى الطويل من خلال ثلاثة نظم إعطاء مختلفة:
مُكثِّفَات الأكسجين Oxygen concentrators
نُظم الأكسجين السائل
أنظمة الغاز المضغوط
مكثَّف الأكسجين هو جهاز يعمل بالكهرباء، ويفصل الأكسجين عن النِّتْروجين في الهواء، ممّا يسمح للشخص المصاب بمرض الرئة بتلقي الأكسجين النقي.وبما أن النظامَ يسحب الأكسجين من هواء الغرفة، لا يحتاج الشخصُ إلى تلقي دفعات من الأكسجين.على الرغم من أنّ العديدَ من الأجهزة تعمل عن طريق البطارية أيضًا، إلّا أنه ينبغي أن يتوفر لدى الأشخاص إمدادات من الأكسجين في حالة انقطاع التيار الكهربائي أو تعطّل البطارية.
في نظام الأكسجين السائل يجري تخزين الأكسجين كسائل شديد البرودة.يمكن تخزينُ الكثير من الأكسجين كسائل أكثر من تخزينه كغاز، لذلك فإن حاوية بحجم معيّن يمكنها تخزين كمية كبيرة من الأكسجين السائل.وعندما يجري إطلاق الأكسجين السائل، يتحوّل إلى غاز ، ويمكن للشخص استنشاقه.
أمّا في نظام الغاز المضغوط فيجري تخزين الأكسجين في صهريج معدني تحت الضغط، ويجري تحريره مع تنفّس الشخص.
تُستخدَم في نُظُم الأكسجين السائل والغاز المضغوط، داخل المنازل، خزانات كبيرةً لتخزين الأكسجين.وتقوم شركات الرعاية المنزلية بإعادة تعبئتها بشكل دوري.وقد تُستخدَم خزاناتٌ صغيرة محمولة من الأكسجين السائل أو المركَّزخارج المنزل.ولكلّ نظام مزايا وعيوب.
ينبغي إغلاقُ مصادر الأكسجين بإحكام عندما لا تكون قيد الاستعمال.ونظرًا لأنّ الأكسجين قابل للاشتعال، ويمكن أن يُسبب انفجارًا، فمن المهم أيضًا إبقاء الخزانات بعيدة عن أيّ مصادر للاشتعال، مثل أعواد الثقاب أو السخانات أو مجففات الشعر.كما ينبغي ألّا يدخن أي شخص في المنزل عندما يكون الأكسجين قيد الاستخدام.
إعطاء الأكسجين
يجري إعطاء ُالأكسجين عادةً بالتدفق المستمر أو حسب الطلب من خلال أنبوب أنفي بشعبتين (قُنَيّة).ولتحسين الكفاءة وزيادة قدرة الشخص على الحركة لدى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مقادير كبيرة من الأكسجين الإضافي، هناك عددٌ من الأجهزة، بما في ذلك خزَّان القنيَّات والقثاطر عبرَ الرغامى، يمكن استعمالُها.
عندما يزفر الشخص، يحتفظ خزّانُ القنية بالأكسجين في حُجرة صغيرة، ثم يعيد الأكسجين عندما يستنشق الشخص.
تُعطي النظمُ التي تعمل حسب الطلب الأكسجينَ فقط عندما يجري تحريضها من قبل مستخدم الآلة (مثلًا عندما يستنشق الشخصُ أو يضغط على الجهاز)،حيثُ إنها لا توفّر الأكسجين بشكلٍ مستمر.ويكون في بعضها خزّانات صغيرة.
القثطارُ عبر الرغامى هو أنبوب صغير يَجرِي إدخاله من خلال الجلد إلى داخل الرغامى مباشرةً،ثم يَجرِي إعطاءُ الأكسجين مباشرةً إلى القصبة الهوائية الرئيسيَّة (الرغامى).يقوم اختصاصي المُعَالَجَةِ التَّنَفُّسِيَّة أو الطبيب عادةً بتوجيه الشخص بشأن استخدام الأُكسِجين بشكلٍ صحيح،