التهابُ جراب العرقوب هو التهاب الكيس المملوء بالسائل (الجراب) الذي يتوضَّع إما بين جلد الجزء الخلفي من العقب والعرقوب (يُسمَّى التهاب جراب العرقوب الخلفي) أو أمام موضع اتصال العرقوب بعظم العقب (ويُسمَّى التهاب الجراب العرقوب الأمامي أو التهاب الجراب خلف العرقوب).
وتشتملُ الأعراضُ عادةً على التورُّم والدفء والألم والشعور بالإيلام عند الضغط على بقعةٍ في الجزء الخلفي من العقب.
يعتمد التَّشخيصُ على الأَعرَاض والفحص السريري، وفي بعض الأحيان على الأشعَّة السِّينية.
يهدف العلاجُ إلى خفض شدَّة الالتهاب ورفع الضغط عن الجزء الخلفي من العقب بحسب موضع التهاب جراب العرقوب.
(انظر أيضًا لمحَة عن مشاكل القدم).
العرقوبُ هو الوتر الذي يربط عضة الربلة (الساق) بعظم العقب.التهابُ الجراب هو حالة التهابية مؤلمة في أحد الأجربة (الجراب هو كيس مسطح مملوء بالسائل يُشكِّلُ وسادةً، ويقلل الاحتكاك في مناطق احتكاك الجلد والعضلات والأوتار والأربطة مع العظام).
يحدث التهاب جراب العرقوب الخلفي عند الشابَّات بشكل رئيسي، ولكنَّه قد يحدث كذلك عند الرجال.يمكن أن يؤدي المشي بطريقةٍ تضغط بشكل متكرِّر على الأنسجة الرخوة خلف العقب من الجزء الخلفي القاسي من الحذاء إلى التهاب الجراب أو إلى تفاقمه.يمكن للأحذية التي تميل بشدَّة نحو الداخل باتجاه الجهة الخلفيَّة من العقب (مثل الأحذية ذات الكعب العالي) أن تُسبِّب أو تفاقم ضخامة الجزء الخلفي من عظم العقب (يسمَّى نتوء الحذاء أو تشوه هاغلوند)، ممَّا يُسهم في الإصابة بالالتهاب الخلفي لجراب العرقوب؛
بينما يمكن أن ينجم التهاب جراب العرقوب الأمامي (كما يُسمَّى داء ألبرت أو التهاب الجراب خلف العرقوب) عن أيَّة حالة يمكن أن تُشكِّلَ ضغطًا إضافيًّا على العرقوب.كما يمكن لإصابات العقب (كتلك الناجمة عن قساوة أو رداءة نوعيَّة الأحذية) والأمراض (مثل التهاب المَفاصِل الروماتويدي والنقرس) أن تُسبِّبَ ذلك.
التهابُ الجراب في العَقِب
يوجد جرابٌ واحدٌ في العقب عادةً، يتوضَّع بين العرقوب وعظم العقب.قد يصبح هذا الجراب ملتهبًا ومتورِّمًا ومؤلمًا نتيجة التهاب جراب العرقوب الأمامي. يمكن أن يؤدي الضغط غير الطبيعي والخلل الوظيفي في القدم إلى تشكُّل جرابٍ واقٍ بين العرقوب والجلد.كما قد يصبح هذا الجراب ملتهبًا ومتورِّمًا ومؤلمًا نتيجة التهاب جراب العرقوب الخلفي. |
أعراض التهاب جراب وتر العرقوب
تختلف الأَعرَاضُ باختلاف سبب التهاب الجراب وموضعه.
الالتهاب الخلفي لجراب العرقوب
يمكن أن تشتمل الأَعرَاض المبكرة لالتهاب الجراب الخلفي للعرقوب على الاحمرار والشعور بالألم وبالدفء في الجزء الخلفي من العقب.قد تهترئ الطبقة العليا من الجلد في وقتٍ لاحق.وقد يحدث التهابٌ في الجراب الذي يبدو شبيهًا بمنطقة مرتفعة ذات لون أحمر أو لحمي (عُقيدات) رخوة ومؤلمة باللمس، وذلك بعد عدَّة أشهر.قد يصبح الجراب قاسيًا وشبيهًا بالندبة، إذا أصبح التهاب الجراب الخلفي للعرقوب مزمنًا.
الالتهابُ الأمامي لجراب العرقوب
تظهر أعراض التهاب جراب وتر العرقوب الأمامي بشكلٍ مفاجئٍ عادةً عند حدوث التهاب في الجراب نتيجة التَّعرُّض لإصابة أو عند الإصابة بالنقرس.بينما تظهر الأعراض بشكلٍ تدريجيٍّ عند حدوث التهاب الجراب بسبب اضطراباتٍ أخرى (مثل التهاب المفاصل الروماتويدي).حيث يشعر الشخص بالألم والدفء ويحدث تورُّمٌ في الجزء الخلفي من العقب.ويُعاني المرضى من صعوبةٍ في المشي وانتعال الأحذية.وتظهر بقعةٌ محدودة حمراء ومتورِّمة ومؤلمة عند اللمس على الجزء الخلفي من العقب.ثمَّ يمتدُّ التورُّم على جانبي العقب عند ازدياد حجم الجراب المُلتهب.
تشخيص التهاب جراب وتر العرقوب
فحص الطبيب
الأشعَّة السِّينية أحيانًا
يبدأ تشخيصُ كل من التهاب وتر العرقوب الأمامي والخلفي بإجراء الفحص السريري.
يستدعي تشخيص الالتهاب الخلفي لجراب العرقوب أن يبحث الأطباء عن عُقيدة حمراء أو ذات لون لحمي.
بينما يستدعي تشخيص الالتهاب الأمامي لجراب العرقوب، قيام الأطباء بالضغط على الحيِّز الفاصل بين الوتر وعظم العقب لمعرفة ما إذا كان يُسبِّبُ الألم.لا يساعد إجراء صورةٍ بالأشعَّة السينيَّة على تشخيص التهاب جراب الوتر، ولكن قد يوصي الأطباء بإجراء صورةٍ بالأشعَّة السِّينية لاستبعاد الأَسبَاب الأخرى لألم العقب، مثل وجود كسر في عظم العقب أو الأضرار التي لحقت بعظم العقب والناجمة عن التهاب المَفاصِل الروماتويدي أو غيره من التهابات المَفاصِل.قَد يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد الحالات الأخرى.
علاج التهاب جراب وتر العرقوب
يُستَعمل في معالجة كِلا الاضطرابين الكمادات الدافئة أو الباردة ومضادات الالتهاب غير الستيرويديَّة وحقن من مزيج الستيرويدات القشريَّة والمُخدِّر
كما ينبغي عندَ معالجة الالتهاب الخلفي لجراب العرقوب استعمال حذاءٍ جديدٍ مناسبٍ وإجراء الجراحة في بعض الأحيان
ويمكن عندَ معالجة كل من التهاب وتر العرقوب الأمامي والخلفي استعمال الكمَّادات الدافئة أو الباردة ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية وحقن مزيجٍ من الستيرويدات القشريَّة والمخدر في الجراب المُلتهب لتخفيف شدَّة الألم والالتهاب بشكلٍ مؤقَّت.يجب أن يحرصَ الطبيب على تجنّب حقن مزيج الدواء في الوتر.يجب أن يحصل الشخص على الراحة بعد هذا العلاج.
تهدف معالجة الالتهاب الخلفي لجراب العرقوب إلى خفض شدَّة الالتهاب وتعديل وضعيَّة القدم داخل الحذاء لتخفيف الضغط والحركة على الجزء الخلفي من العقب.يمكن وضع وسائد من المطَّاط الرغوي أو من اللُّبَّاد في الحذاء لإزالة الضغط من خلال رفع العقب.قد يساعد وضعُ وسادة هلامية واقية على الجراب المؤلم أو سحب الجزء الخلفي من الحذاء ووضع حشوة حول الجراب الملتهب.يمكن انتعال حذاء من دون الجزء الخلفي حتى تراجع الالتهاب.قد يفيد انتعال حذاءٍ خاص، مثل حذاء الجري المُصمَّم لتثبيت العقب أو وضع تجهيزات في الحذاء (أجهزة تقويم العظام)، أو استعمال كلتا الطريقتين للمساعدة على السيطرة على القدم غير الطبيعيَّة وعلى حركة العقب التي تُسهمُ في تهيُّج الجزء الخلفي من العقب.وتتوفَّر أحذيةٌ أخرى تتميَّز بوجود وسائد تُقلِّلُ تهيُّج الجزء الخلفي من العقب والعرقوب.
وقد يكون من الضروري إعادة تشكيل جزءٍ من عظم العقب جراحيًا في حال فشل جميع العلاجات السابقة.
