يمكن أن تصبحَ المَفاصِلُ الاصطناعيَّة مصابةً بعدوى جرثوميَّة.
وقد تصيب الجراثيم المَفصِلَ الاصطناعي بالعدوى في أثناء الجراحة أو بعدها، مُسبِّبةً العدوى.
يمكن أن تشتملَ الأَعرَاض على الألم والتورُّم والحدُّ من مجال الحركة.
يعتمد التَّشخيصُ على الأَعرَاض والفحص السريري ونتائج مجموعة من الاختبارات.
يمكن تفادي إصابة المَفاصِل الاصطناعيَّة بالعدوى أحيانًا من خلال استعمال المضادَّات الحيويَّة قبلَ القيام بإجراءاتٍ معيَّنة.
تحتاج المَفاصِلُ الاصطناعية المصابة بالعدوى إلى استبدال، كما يحتاج الأشخاص إلى استعمال المضادَّات الحيويَّة لمدّةٍ طويلة.
أسباب التهاب المفصل العَدْوائي في المَفاصِل الاصطناعيَّة
يحتاج الأشخاصُ الذين يعانون من مرضٍ مفصليٍّ شديدٍ إلى استبدال المَفصِل (رأب المَفصِل arthroplasty).وتكون نسبةُ إصابة المَفاصِل الاصطناعية (المَفاصِل البديلة prosthetic joints) بالعدوى أكبرَ من نسبة إصابة المَفاصِل الطبيعية بها.كثيرًا ما تحدث عدوى المفصل الاصطناعي عندَ دخول الجراثيم إلى
المفصل في أثناء الجِراحة
الجرح بعدَ مدّة وجيزة من الجراحة
مجرى الدَّم بعدَ الجراحة
يمكن أن تدخلَ الجراثيم إلى مجرى الدَّم عن طريق عدوى الجلد أو الالتهاب الرئوي أو أحد إجراءات معالجة الأسنان أو أحد الإجراءات التي تتطلَّب إدخال أدوات إلى الجسم (يُسمَّى إجراءً باضعًا invasive procedure) أو العدوى من خلال وضع أنبوب القَثطَرة في مجرى الدَّم أو عدوى السَّبيل البولي.
تحدث حَوالى 65% من حالات العدوى في غضون سنة واحدة من الجراحة.وتُعدُّ المُكوَّراتُ العنقوديَّة staphylococci الجراثيمَ المسؤولة عن النسبة الأكبر من حالات العدوى خلال الأشهر القليلة الأولى التالية للجراحة.
أعراض التهاب المَفصِل العَدْوائي في المَفاصِل الاصطناعيَّة
قد تشتمل أعراضُ إصابة المفصل الاصطناعي بالعدوى على الألم والتورُّم ونقص مجال الحركة، مع احتمال بقاء درجة الحرارة طبيعية.
يكونَ بعضُ الأشخاص قد تعرَّضوا لحادث سقوط خلال الأسابيع السابقة لبَدء ظهور أعراض العدوى.
وقد خضع حوالى 20٪ من الأشخاص لعملية جراحيَّة تصحيحيَّة في مفصلهم الاصطناعي قبلَ أن تبدأ الأعراض.
كما يُعاني بعضُ الأشخاص من ألمٍٍ مستمرٍّ في المَفصِل في أثناء الراحة، أو عند حمل وزن على المَفصِل، حتى بعد عدَّة أشهر من التعافي النَّاجح من الجراحة.
تشخيص التهاب المَفصِل العَدْوائي في المَفاصِل الاصطناعيَّة
تحليل سائل المَفصِل وزرعه
التصوير بالأشعَّة السِّينية وربّما إجراء مسحٍ للعظام أو لخلايا الدَّم البيضاء
يعتمد الأطباءُ في تشخيص عدوى المَفصِل الاصطناعي على الأَعرَاض والفحص السريري ونتائج مجموعة من الاختبارات.
يفحص الأطباءُ المَفصِل الاصطناعي للتَّحرِّي عن وجود فتحة نازَّة (سبيل جَيبي) sinus tract.والسبيلُ الجيبي هو قناة غير طبيعية من المَفصِل إلى الجلد، يمكن أن تتشكَّل عندَ الإصابة بالعدوى.
يقوم الأطباءُ بسحب عَيِّنَة من سائل المَفصِل من خلال إبرة (شفط المَفصِل شفط المَفصِل)، وفحصها في المختبر، لمعرفة عدد الكريَّات البيض الزائدة ومعرفة أنواع الجراثيم والكائنات الحيَّة الأخرى الموجودة.تنمو الجراثيمُ المُعدِيَة في المختبر، ويُعرَف هذا الإجراء (بالزرع culture).
يوصي الأطبَّاء بإجراء صورة بالأشعَّة السِّينية عادةً لمعرفة ما إذا كان المَفصِل الاصطناعي قد أصبح مقلقلًا، أو أنَّ عظمًا جديدًا قد بدأ في التشكُّل.كما قد يُجرى مسحٌ للعظم (تصوير العظام بعد حقن التكنيتيوم المُشع radioactive technetium) أو تفرُّس الكريَّات البيض (التصوير بعد حقن الكريَّات البيض المُشعة الموسومة بالإنديوم في الوريد).
يقوم الأطبَّاءُ، عندَ فشل الاختبارات الأخرى في استبعاد الإصابة بالعدوى، بجمع الأنسجة المحيطة بالمفصل الاصطناعي خلال العمليَّة الجراحية وإرسالها إلى المختبر للزرع والتحليل.
الوقاية من التهاب المَفصِل العَدْوائي في المَفاصِل الاصطناعيَّة
تُستعمَل المضاداتُ الحيويَّة قبلَ إجراء بعض العمليَّات الجراحيَّة في بعض الأحيان.
يجب أن يستفسرَ الأشخاصُ، الذين لديهم مفاصل اصطناعية، من طبيب الأسنان أو الطبيب البشري عن ضرورة استعمالهم لمضادَّات حيويَّة وقائيَّة قبلَ خضوعهم لإجراءات طبيَّة (تسمّى المعالجة الوقائيَّة prophylaxis).وتشتمل الإجراءاتُ التي تُستعملُ المضادَّات الحيويَّة الوقائيَّة قبلها أحيانًا على معالجات الأسنان وأعضاء السَّبيلين الهضمي والبولي.
يتحرَّى الأطبَّاء في بعض الأحيان عن وجود جرثومة العنقوديَّة الذهبيَّة Staphylococcus aureus قبلَ البدء بجراحة استبدال المَفصِل.وتُستعمل مسحةٌ لأخذ عيِّنة من داخل الأنف، ثمَّ تُفحص تلك العيِّنة للتحرِّي عن الجراثيم.يمكن تطبيقُ مرهم مُضادّ حَيَويّ داخل الأنف للمساعدة على الوقايَة من العَدوَى إذا جَرَى الكشفُ عن عدوى جرثوميَّة فيه.
علاج التهاب المَفصِل العَدْوائي في المَفاصِل الاصطناعيَّة
استبدال المَفصِل الاصطناعي
المعالجة الطويلة الأمد بالمضادَّات الحيويَّة
تستغرق المعالجة الكاملة للمفصل الاصطناعي المصاب بالعدوى وقتًا طويلًا.
تُستأصل عادةً جميع أجزاء المَفصِل الاصطناعي المصاب بالعدوى (رأب المَفصِل الإصلاحي revision arthroplasty) والإسمنت وتجمُّع القيح (الخرَّاجات abscesses) والأنسجة المصابة بالعدوى المحيطة به أيضًا.ثم يُزرع مفصلٌ اصطناعيٌّ جديدٌ مباشرةً، أو يُملأ الحيِّز الفاصل بالمضادَّات الحيوية، ويَجرِي زرع مفصل اصطناعي جديد بعد 2-4 أشهر باستخدام إسمنت يحتوي على مُضادّ حَيَويّ.يحتاج الأشخاصُ الذين يخضعون لهذا الخيار العلاجي إلى استعمال المضادَّات الحيويَّة لفترة طويلة.وسواءٌ أجَرَى استبدالها مباشرةً أم تأخَّر لأشهر، فإنَّ الكثيرَ (أقلّ من النصف) من المَفاصِل الاصطناعية الجديدة تُصاب بالعدوى أيضًا.
وقد يقتصر العلاجُ الذي يوصي به الأطبَّاء على محاولة العلاج طويل الأمد بالمضادَّات الحيويَّة عند تعذُّر الجراحة لعدم تحمُّل الأشخاص لها.
يُستأصل كاملُ المَفصِل الاصطناعي أو جزءٍ منه في بعض الأحيان نتيجة العجز عن معالجة العدوى، أو حدوث نقصٍ شديدٍ في كثافة العظام.وبعدَ هذا الإجراء، يمكن للأطبَّاء أن يُثبِّتوا أو لا يُثبِّتوا العظام التي تكوِّن المفصل مع بعضها بعضًا.
ينبغي في حالاتٍ نادرة إجراء استئصالٍ جراحيٍّ (بتر) لجزءٍ من الطرف المحتوي على المَفصِل الذي فشلت محاولات علاجه من العدوى.